من القمة إلى ظل مبابي.. كيف انهار فينيسيوس في 10 أشهر بعد ضياع الكرة الذهبية؟

مرت عشرة أشهر تقريبًا على عدم حصول فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد على جائزة الكرة الذهبية التي ذهبت إلى رودري لاعب وسط مانشستر سيتي ولا يزال البرازيلي مفقودًا ولم يعد إلى مستواه الفني على الإطلاق، هذا الخروج الكامل عن الذاكرة الفنية التي كان عليها اللاعب يؤكد تأثير الذكرى السلبية على أدائه ووجوده مع الفريق ليكون لذلك نتائج واضحة على مستوى ريال مدريد.

تأثر فينيسيوس نفسيًا بمجريات الأمور حول حفل تسليم الكرة الذهبية حيث لقد كان أقرب للنجاح ولكن بعدما تأكدت خسارته للجائزة شهدت مسيرته الفعلية انهيارًا شبه كامل وأصبح من الواضح أن هذه الخسارة قد أثرت على ذهنية اللاعب وأثرت بشكل غير مباشر على أداء الفريق الذي يعاني بشدة بدون توفره في التشكيلة الأساسية.

لنظرة سريعة على مشاركة فينيسيوس مع منتخب البرازيل نلاحظ أنه غائب عن حسابات المدرب في آخر جولات التصفيات مهما كانت الظروف هذا الغياب يعكس التراجع المثير للقلق في أدائه لما كان على اللاعب من دور في الهجوم مما وضعه في دائرة الإهمال والتساؤلات حول مستقبله مع المنتخب.

ماذا حدث لـ فينيسيوس جونيور؟

الواقعة ترجع إلى تاريخ 28 أكتوبر من عام 2024 الماضي حيث مسرح دو شاتليه في باريس وحفل تسليم جائزة الكرة الذهبية الذي حضره فينيسيوس وليس كمجرد متفرج بل ليعتلي منصة التتويج كأحد المرشحين الذين يستحقون اللقب، لكن مع إعلان فوز رودري كانت الصدمة كبيرة أثرت عليه وعلى وضع الفريق بشكل عام بسبب النظرة التي دعمت الجهود المبذولة خلال الموسم.

رد فعل ريال مدريد لم يتأخر إذ عبرت الإدارة واللاعب عن استيائها من اللجنة المنظمة للجائزة حيث رأوا أن الجائزة لم تذهب لمن يستحقها، مما أضاف عبءًا نفسيًا على اللاعب الذي كان يطمح للبروز، وهذا الأمر شكل نقطة تحول في مسيرته من الارتفاع إلى السقوط حيث أنه لم يتمكن من قبول هذا الإخفاق بإيجابية.

صحيفة “ماركا” الإسبانية سلطت الضوء على توهج فينيسيوس قبل موعد الحفل بستة أيام فقط حيث تألق وسجل هاتريك في مباراة ضد بروسيا دورتموند ضمن دوري أبطال أوروبا ليبرز موهبته الاستثنائية، ولكنه تحول بعد حدث باريس ليصبح لاعبًا آخر فقامت الأنظار بالابتعاد عنه ومقارنة أداءه بأدائه السابق مما أثر عليه سلبًا.

تقرير جديد يذكر أن مفاوضات تجديد العقد بين فينيسيوس وريال مدريد تصطدم بعقبات عديدة ما يزيد من حيرة اللاعب حيال مستقبله مع النادي، مما يترك له شعورًا بعدم الاستقرار خلال مرحلة حرجة جدًا من مشواره المهني لذا باتت الإشاعات تحوم حول إمكانية رحيله أو سفره للاحتراف في مكان آخر رغبة في استعادة الثقة.

أين فينيسيوس جونيور؟

مضت عشرة أشهر وما زال فينيسيوس خارج الخدمة مما أدى لفقدان ريال مدريد أحد أبرز عناصر القوة الهجومية لديه وأثر بشكل ملحوظ على الأداء الجماعي للفريق تحت قيادة المدير الفني الجديد تشابي ألونسو، الذي يسعى لاستعادة توازن الفريق ورفع الروح المعنوية للاعبين من خلال تحسين الأداء في المباريات القادمة والاعتماد عليهم كعناصر أساسية.

النتائج السلبية لا تتوقف فقط عند عدم قدرة فينيسيوس على تسجيل الأهداف بل تتعدى إلى أدائه العام حيث ظهر بشكل باهت في آخر مباراة بالدوري الإسباني ضد أوساسونا حيث لعب لمدة 78 دقيقة دون أن يكون له أثر واضح في اللقاء وسدد كرة واحدة بعيدًا عن المرمى مما يظهر تراجعًا حادًا في أدائه الفني والبدني الذي كان متألقًا سابقًا.

لابد من الإشارة إلى أن فينيسيوس فقد الكرة عدة مرات خلال اللقاء وكذلك مواجهة فردية لم يكن قادرًا على التغلب فيها مما يؤكد تصاعد القلق بشأن معاناته من قلة الثقة في النفس وقد يضطر المدرب تشابي ألونسو إلى استبداله بعدما شعر أنه لم يعد قادرًا على مواجهة الضغوطات سواء في ملعب التدريب أو المباريات الرسمية.

أنشيلوتي تحدث عن مودريتش كهدية لكرة القدم مستنكرًا الإصابة بينما كانت تطلعاته في فنيسيوس قائمة باستمرار على الرغم من تراجع مستواه حيث أعرب عن الثقة في عودة اللاعب مجددًا إلى الواجهة لكن الأمور يجب أن تتغير بسرعة حينما يتطلب الأداء تقديم النفس للاعبين الرائعين مثل فينيسيوس الذي عليه أن يستعيد مستواه المبدع.

مرحلة حاسمة مع فينيسيوس

لاحظ الجميع أن فينيسيوس أصبح مهمشًا في مواجهة أوساسونا بينما أضاء لاعبون آخرون مثل كيليان مبابي الذي سجل هدفًا من ركلة جزاء وأدى بشكل مميز ليؤكد أن الضغط قد يحول إنجازات اللاعبين لإنجازات جماعية أما فينيسيوس فقد بات بعيدًا عن الأضواء كما كافح للظهور بحالة مميزة في المباريات الأخيرة مما زاد من القلق حول مستقبله في الفريق.

المرحلة القادمة ستكون حرجة بالنسبة إلى فينيسيوس خاصة أنه لم يجدد تعاقده حتى الآن في ظل الإغراءات التي تأتيه من الأندية السعودية مما يطرح العديد من الأسئلة حول قدرته على العودة إلى قمة مستواه واستعادة ثقته بنفسه وقدرة تشابي ألونسو على تحقيق هذا التحول بفعالية، وعليه تبقى علامات استفهام كبيرة حول موعد عودته للمسار الصحيح الذي كان قد سار عليه سابقًا.