اسم جوتا فجّر دموعه.. جماهير ليفربول تحيي حزن محمد صلاح

سالت دموع محمد صلاح نجم ليفربول في ختام مباراة فريقه أمام بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي الممتاز ففي لحظات حضرت فيها ذكرى زميله الراحل ديوجو جوتا، تلك اللحظات العاطفية جسدت فقدان لاعب كبير ورفيق درب أُثر بشكل عميق على الجميع، كانت السعادة الكبيرة بفوز الفريق 4-2 تتزامن مع حزن عميق يجسده صلاح وسط زملائه وجماهيره الكثيفة، إذ تخلل اللقاء مشاعر متباينة وحماس جماهيري يعكس حبهم لجوتا واحتفائهم به،

رحل جوتا وشقيقه أندريه سيلفا إثر حادث سيارة مؤلم يوم 3 يوليو الماضي في مقاطعة زامورا الإسبانية في حادث أثر بشكل كبير على عائلتيهما وعشاق كرة القدم في البرتغال وإنجلترا، كان لفقدانهما وقع مدمر على الأصدقاء والمعجبين الذين وجدوا في جوتا لاعباً محترفاً وقلباً طيباً، لقد كانت تلك الحادثة قاسية وجرحاً لن ينسى سيبقى في قلوب الجميع، خصوصاً لجماهير ليفربول الذين يعتبرون النادي بمثابة أسرة واحدة،

جماهير ليفربول تحيي حزن محمد صلاح

سجل صلاح الهدف الرابع لليفربول في اللحظات الأخيرة من المباراة ليعبر عن فرحته بهذا الإنجاز لكنه تبع هذا الفرح بحزن عميق فور تقليده أحد الاحتفالات التي أحبها جوتا، دموعه انهمرت مع تصفيق الجماهير التي تهتف باسم النجم الراحل مترجمة بذلك حبهم وتقديرهم له ولعائلته، لم يستطع النجم المصري كبح جماح مشاعره أثناء توجهه لتحية الجماهير وتقديرهم للذكرى العزيزة على قلوبهم، كانت تلك اللحظات كفيلة بتجسيد الفراق الذي يعيشه اللاعبون،

كان صلاح قد كتب كلمات مؤثرة عبر حسابه على إنستجرام لنعي صديقه جوتا بعد أيام من وفاته معبراً عن مشاعره العميقة واستحالة استيعابه لفقده، أشار إلى أن عودته للفريق بعد توقف المسابقة ليست كالسابق فقد أثرت هذه الخسارة عليه بشدة، تخللت تلك الكلمات مشاعر الحزن التي عايشها اللاعب حيث كان يتحدث عن أهمية العلاقات الإنسانية في حياتهم،

وأضاف صلاح أن تقبل فكرة عدم وجود ديوجو سيكون تحدياً كبيراً له ولزملائه حيث كان جوتا جزءاً أساسياً من الفريق ومن أرواح اللاعبين، تمنى صلاح الصبر لعائلة جوتا وخاصةً زوجته وأطفاله الذين فقدوا عائلتهم المفاجئ ولم يتوقعوا رحيله بهذه الطريقة، وكانت مشاعر التعاطف هي السائدة بين المحبين والعشاق،

قبل انطلاق مباراة ليفربول أمام بورنموث، شهدت المدرجات لحظات مؤثرة حيث رفع المشجعون لافتات تحمل أسماء اللاعبين الراحلين، وجاءت اللحظة في صمت تأملي تكريماً للاعبين البرتغاليين وكانت لفتة مؤثرة من جمهور الفريق، تجسد الروابط العميقة بينهم وبين اللاعبين وتاريخهم المشترك، ارتبط الفريق بجماهيره بعلاقة وعاطفة لا تمحى،

ظهر لاعبو الفريقين بشارات سوداء تعبيراً عن الحزن ورفع المدرب أرني سلوت والجهاز الفني تلك الشعارات أيضاً ليؤكدوا وحدة الفريق بمشاعرهم، تمت تلك اللحظات وسط أجواء عاطفية إذ تأثرت الجماهير بالأغاني التي تلتها وتم ترديد أنغام “لن تمشي وحيدا أبدا” لتعزيز قيم الود والتضامن ، استمرت المشاعر الطيبة تسجل الذكريات الجميلة للاعب الذي قدم الكثير للفريق،

خطط ليفربول لتكريم جوتا

لقد لعب جوتا مع ليفربول على مدى المواسم الخمسة الماضية إذ حقق العديد من الألقاب مثل الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة، يعتبر جوتا من بين العناصر التي ساهمت في نجاح الفريق حيث بنى كثير من العلاقات الوثيقة مع زملائه، تم اتخاذ قرار بشأن حجب القميص رقم 20 مدى الحياة تكريماً للاعب البرتغالي، في تقدير لقيمته الكبيرة وتأثيره الدائم في قلوب الجميع،

أعلن ليفربول قبل فترة عن خططه لإقامة تمثال تذكاري في ملعب أنفيلد ليكون تجسيداً دائماً لتكريم جوتا الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ النادي، سجّل 65 هدفاً في 182 مباراة مما يبرز مهاراته العالية وعطائه الذي لا ينضب، تمثل هذه الخطط رد الجميل لجوتا وعائلته وتخليداً لذكراه واضاءة الطريق للأجيال القادمة،

كذلك سيتزين لاعبو الفريق بشعار “20 للأبد” على قمصانهم وسترات التدريب طيلة الموسم الجديد إذ يعكس هذا الخيار احترامهم وتقديرهم لهذا اللاعب المجتهد، ستطلق مؤسسة ليفربول الخيرية برنامجاً لتدريب الشباب في كرة القدم باسم اللاعب البرتغالي الدولي، يعتبر هذا البرنامج فرصة لإلهام الرياضيين الشباب وكل من يحب كرة القدم لتحقيق احلامهم وطموحاتهم،