تصريح مطمئن وواقع مقلق.. مستقبل غامض لرودريجو مع ريال مدريد

بينما تتألق أسماء فينيسيوس ومبابي وبراهيم دياز في تشكيلة ريال مدريد، يجد رودريجو نفسه في وضع لم يكن يتوقعه أحد، اللاعب البرازيلي الذي كان دائماً ورقة رابحة في الهجوم أصبح خارج الحسابات في العديد من المباريات، وكأن حضوره يتلاشى تدريجياً، تصريحات تشابي ألونسو جاءت لتهدئة الأجواء، لكن الأرقام تشير إلى واقع مختلف: دقائق قليلة، غياب عن التهديف، ومستقبل ملبد بالغيوم مع اقتراب المونديال، يبدو أن رودريجو عالق في ظلام لا يستطيع إنارة طريقه منه،

تصريح مطمئن

إذا كان القول “الحقائق هي الحقائق” صحيحاً، فإن تصريح تشابي ألونسو بعد مباراة أوساسونا لا يبدو مؤثراً كثيراً، المدرب صرح بشأن رودريجو قائلاً: “لا يحدث شيء، كأس العالم للأندية كان ظرفاً مختلفاً، علينا التركيز على هذا الموسم، وأنا أثق به، الأمر مجرد مباراة واحدة، لا ينبغي أن نبالغ في توقعاتنا، ما حدث اليوم هو نتيجة لقراراتي الفنية، وإذا استمر بنفس الأسلوب خلال ثلاثة أشهر، فسيكون ثمة تغيير”،

تصريح تشابي يبدو مشجعاً ولكنه يتسبب في تساؤلات، الأرقام التي بحوزتنا تعكس صورة مختلفة، فمن بين المباريات السبع التي خاضها ريال مدريد مع المدرب الجديد، لم يبدأ رودريجو أساسياً سوى مرة واحدة أمام الهلال، وفي أربع مباريات لم يحصل على أي دقيقة لعب، كما حدث أمام أوساسونا، بشكل عام، ساهم اللاعب البرازيلي في 93 دقيقة فقط من أصل 630 دقيقة محتملة،

أما في المباراة الودية في النمسا، فقد ساهم في نصف الساعة الأخيرة وسجل هدفاً لم يحتفل به بينما في البروفة المغلقة أمام ليجانيس، كان أيضاً خارج التشكيلة الأساسية، كل هذه الأمور تضع رودريجو في وضع لا يحسد عليه وتزيد من قلق جماهير ريال مدريد،

واقع مقلق لرودريجو

المباراة الافتتاحية لريال مدريد في الدوري الإسباني أظهرت صورة قاتمة بالنسبة لرودريجو، كما كان متوقعاً غاب عن التشكيلة الأساسية، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ كان مدربه تشابي، مثل ألابا وفران، من اللاعبين الذين طلب منهم التوقف عن التدريبات والعودة إلى مقاعد البدلاء لمتابعة اللقاء من هناك،

التشكيل الأساسي شهد مشاركة براهيم دياز في خط الهجوم إلى جانب فينيسيوس ومبابي، وفيما دخل ماستانتونو بديلاً لبراهيم، تحولت الأنظار إلى جونزالو جارسيا الذي دخل بدلاً لفينيسيوس، لكن رودريجو استمر خارج الملعب دون أي دقيقة لعب، ليصبح المهاجم السادس والأخير الذي لم يحظَ بفرصة رغم غياب عنصر حاسم مثل بيلينجهام،

مع هذه المعطيات وهذا التصريح من تشابي، قد تمنح مباراة الأحد القادم على ملعب تارتيري ضد ريال أوفييدو مؤشرات واضحة حول مستقبل رودريجو، الأمر يبدو واضحاً أمام اللاعب البرازيلي: إذا أراد تغيير وجهة نظر مدربه حوله، عليه أن يقدم مستوى مغاير، وإذا لم يتغير دوره في ذهن تشابي، فسيدخل سوق الانتقالات في وضعية صعبة،

تشابي ألونسو يرى أن الفوز على أوساسونا يجلب الراحة النفسية للجميع،

التواجد في المونديال

هذا الموسم لا يشبه أي موسم آخر، إنه عام يسبق كأس العالم، البطولة الذي تمثل هاجساً للاعبي البرازيل، مع وجود رودريجو ضمن خطط أنشيلوتي، يدرك أنه يحتاج للعب واستعادة مستواه، قبل تسجيل الأهداف، المنافسة في المنتخب الوطني شديدة، وهذا يتطلب منه اتخاذ قرار حاسم، إن قرر البقاء في مدريد، يجب عليه أن يغير وضعه الحالي ليعود ليكون اللاعب الذي غاب عن التشكيلة منذ يناير الماضي،

للعثور على آخر هدف سجله رودريجو في مباراة رسمية، يتعين العودة إلى الرابع من مارس، حينما كان هدفه هو من افتتح مواجهة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا، ومنذ ذلك الحين غاب عن الأداء والأهداف، كانت اللحظة الأسوأ في نهائي كأس الملك، حيث استبدل بين شوطين ليتيح الفرصة لمبابي، ومنذ ذلك الوقت، ظل عالقاً في ظلام لا يمكنه الخروج منه،

إن كان قرار رودريجو هو الرحيل عن مدريد، فإن السيناريو لن يكون أقل تعقيداً، فترة الانتقالات تدخل مراحلها الأخيرة، وريال مدريد لن يستطيع التفريط بلاعب بقيمته، إذ من المحتمل أن تتجاوز قيمته في الدوري الإنجليزي الممتاز 100 مليون يورو، بايرن ميونيخ ركز جهوده على لويس دياز، بينما مانشستر سيتي الذي ارتبط بمستقبل رودريجو لم يقدم أي مؤشر على تحرك فعلي،

الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات التي تنتهي يوم الاثنين الأول من سبتمبر غالباً ما تشهد صفقات رئيسية سواء كانت انتقالات دائمة أو إعارات، بعد انتهاء مباراة الأحد على ملعب تارتيري، سيكون لدى رودريجو توقعات أوضح وأكثر دقة، وفي خضم كل ذلك، يظل كأس العالم في الأفق، اللاعب يسعى لتحقيق حلمه،

مانشستر سيتي ينسحب من سباق رودريجو،